آخر التعليقات

الاثنين، 3 مارس 2014

الرؤي فى القرأن الكريم


الرؤي فى القرأن الكريم

كثيرا ما تطرق لهذا الباب الكثيرالعديد من العلماء
والمهتمين بهذا المجال

والاخص من جانب القرأن الكريم





إن المسلم القارئ للقرآن الكريم ليجد ذاك القدر من الآيات الواضحات التي تتحدث عن تلك الرؤى التي لعبت دوراً كبيراً في حياة أصحابها في أكثر من موضع وفي أكثر من سورة ولطائفة من الرسل الكرام - صلوات الله وسلامه عليهم - ولغيرهم أيضاً، وما ذاك إلا لأن الرؤيا تعد من البشارات لأصحابها فقد روى الإمام أحمد في مسنده وغيره عمن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} (64) سورة يونس، قال: (هي الرؤيا يراها العبد أو ترى له). المسند (5-321).ثم تأمل أخي المبارك قصة خليل الله إبراهيم - عليه السلام - وما حوت عليه من الحكم والفوائد كما في سورة الصافات (99-111)، تجد أنها تتحدث عن رؤيا إبراهيم عليه السلام في ذبح ابنه إسماعيل بقوله: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى}، ورؤى الأنبياء وحي وحق كما بينه أهل العلم، فأسرع نبي الله عليه الصلاة والسلام لتنفيذ ما أمر به حتى أمره ربه بقوله: {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}، وقد بوب البخاري في صحيحه باباً سماه (باب رؤيا إبراهيم عليه السلام).

ثم تأمل بعد ذلك أيضاً في تلك السورة الكاملة الشيقة التي يتلذذ ويتأثر بها وبقصتها القارئ لسورة يوسف - عليه السلام - وكيف أن الرؤى والمنامات كان لها دور كبير في حياته منذ صغره حين رأى أحد عشر كوكباً والشمس والقمر سجوداً بين يديه، فقصها على أبيه نبي الله تعالى يعقوب عليه السلام فقال له عندها: {لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا} وبدأت مسيرة القصة وفصولها ومكائدها إلى أن قال يوسف عليه السلام في آخر مطاف القصة: {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا}، ثم في خضم هذه الأحداث المتسلسلة لم تقف تلك المنامات بل استمرت معه مع قصة صاحبي السجن ورؤياهما {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ}، فعبرها يوسف عليه السلام لهما، وأصاب في تعبيره، ثم استمرت السورة بأحداثها مارة برؤيا ملك مصر {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} وما فيها من الفوائد والدرر التي يطول المقام بذكرها وتفاصيلها المهمة.

بل قد امتن الله على نبيه يوسف - عليه السلام - بتعليمه تأويل الرؤيا كما في قوله تعالى على لسان أبيه نبي الله يعقوب - عليه السلام -: (وكذلك تجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث)، قال المفسرون: إن المقصود بها الرؤيا. (الجامع لأحكام القرآن - القرطبي) (9-129).

ثم إنك بعد هذا لتجد وتقرأ لبعض من رؤى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام كما في سورة الأنفال (آية 43-44) في غزوة تبوك، حينما رأى عليه الصلاة والسلام الكافرين قلة ليشجع المؤمنين على قتالهم، قال تعالى {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَكِنَّ اللّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.

وأيضاً نجد بشارته تعالى لرسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه بدخول مكة مع أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين معتمرين وتحققت تلك الرؤيا في عام الفتح كما في سورة الفتح (آية 27)، قال تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا}، إلى غير ذلك من الآيات الكريمات في القرآن المجيد.

هذه إشارات عابرة ومن أراد الزيادة في هذا الباب فليرجع إلى ما كتبه أهل التفسير في كتبهم لتلك الآيات المتعلقة بالرؤى والمنامات، فسيجد من الفوائد والدرر الشيء الكثير النافع.. والله تعالى أعلم.

وقفة: (ثلاثة أقمار سقطت في حجري!)

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطت في حجري، فسألت: أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - فقال: يا عائشة، إن صدقت رؤياك يدفن في بيتك خير أهل الأرض ثلاثة، فلما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أبو بكر - رضي الله عنه -: يا عائشة، هذا أحد أقمارك وهو خيرها، ثم دفن في بيتها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.. الرؤيا في موطأ الإمام مالك (2-207) وعند الطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي في الدلائل وغيرهم وإسناده صحيح. والله تعالى أعلم.

عالم الرؤى والمنامات

عالم الرؤى والمنامات




عالم الرؤى والمنامات

الكلام في عالم الرؤى والمنامات وما يتعلق بهذا العلم من أحكام وقضايا وقصص وحكايات ومنامات كلام لا ينتهي أبداً من قبل الجمع الغفير من الناس.

وما ذاك إلا لأن تلك المنامات بشارات للطائعين، وإنذارات للعاصين، ولحب الناس واستشرافهم ومعرفتهم ذاك المستقبل الذي يؤملون. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم يبق من النبوة إلا المبشرات. قالوا: والمبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة). رواه البخاري (12-375).

ومنذ عصر البشرية والاهتمام بها موجود وملموس في حياتهم، فكانت تضج حتى مضاجع الجبابرة والملوك فضلاً عن غيرهم من عامة الناس، وما قصة ملك مصر في عهد يوسف - عليه السلام - والتي غيرت مسار تاريخهم بخافية على الجميع.

ولا بد لنا جميعاً أيها القراء الكرام أن نعلم أن الكلام في الرؤى والمنامات هو كلام في مسائل شرعية علمية أولاها الإسلام العناية الخاصة بها من القرآن الكريم والسنة النبوية والتي لا تخفى على ذي لب ودين.

وقد جعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - (الرؤيا الصادقة): في آخر الزمان من علامات القيامة الصغرى، فقال عليه الصلاة والسلام: (إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب). رواه مسلم (15-24).

ولهذا كان ينبغي لطلاب العلم والعلماء أن يبينوا للناس حقيقة هذا العلم النفيس وما يتعلق به من آداب وأحكام وتعبير وتفسير وقضايا بارزة لتعطش الناس لهذا العلم وجهلهم فيه. وحتى لا يدع مجالاً لغير الكفء أن يدخل هذا الميدان وهو لا يحسنه، فيتلاعب على الناس وعلى عقولهم كما نرى ذلك ونشاهده عياناً بياناً.

ولهذا كانت هذه الزاوية المباركة - إن شاء الله تعالى - ليست للتعبير والتفسير وإنما لطرح تلك المسائل العلمية والأحكام الشرعية والقضايا المهمة والآداب النبوية في التعامل مع الرؤى والمنامات ومسائلها ليستفيد أحبتي الكرام من ذلك، وإن كانت بضاعتي في هذا مزجاة.. لكنني لا أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More